أيها الأمريكيون العراق لا يقبل القسمة والتقسيم

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
21/10/2007 06:00 AM
GMT



لعن الله التعصب والامتطاء الشوفيني والقومية المتعالية والأصولية المقيتة وبما إنني عراقي حد النخاع وقد مررت بهذه العناوين خلال السنوات الستين التي أمضيتها في بلدي العزيز فان قدري رفيع وأستطيع التفحص بدقة متناهية لهذا الشقاق والمهازل غير مبالي للهوى والسذاجة السياسية والمثالية القومية والاصطفاف الديني الخرافي بل أستطيع إخراج القشة من العجينة ومنذ إن جاء الاحتلال إلى البلد ورمى بثقله المقيت وأنا اعتصر ألما وحسرة ولو إنني كنت من المباركين له بسبب سياسة صدام الرعناء والضرر الذي لحق بي من جراء إعدام ولدي لكن الوطن هو الوطن ويبقى كذلك ولا نملك أرضا سواه وبقيت ارصد ما يحدث على الأرض في بلدي منذ السويعات الأولى للاحتلال وكان رصدا يرقى إلى التقديس والاحترام ومرت السنون وكنت متوقعا لما يحدث وقد أبلغت ذلك لساسة الأمس وأرباب السلطة الصدامية وبالحرف الواحد ( ستغادرون السلطة ونبقى نذب عن العراق بالمهج وللألسن ) واليوم نقول وعزيمتنا قوية وأرادتنا فولاذية ولتكن أمريكا ما تكن كقوة عاتية وشرسة إلا أن الشعوب هي الأقوى ونحن بحول الله كذلك نستند إلى أخلاقنا العراقية التي لا تبارحنا ورؤيتنا الاصيلة الثابتة لا نها تكتنز صلابتها من الايمة الأطهار وأجدادنا وآبائنا النجباء وسنلوي العتاة بقوة وصرامة وسيخرج المحتل وننتصر ولو قال بعض السفاء انه هراء والظفر يكون حليف العراقيين ولقد جاء الأمريكيون بأنفسهم للعراق لغرض نهاية محتومة وسقوط متداعي وسيذهبون أدراج الرياح نريدها وقفة عراقية عربية إنسانية حسينية لا يفتتها الهوى والأهواء ولا تتنازعها الأنانية المقيتة ولا يغمز على طرفها النعرات ولا تستدرجها الشهوات والمال , لقد تعرض البلد للكثير من الحروب والغزوات ولكن الغازي ذهب من حيث أتى ومن دون رجعة فأين الاسكندر المقدوني – ويزدجر الفارسي – وأبو مسلم الخرساني – وبنو عثمان وهولاكو – ومود – وأخيرا بريمر ) لقد بقي العراق ورحل هؤلاء وإنشاء الله تغادر قوات المحتل وتعود إلى ديارها مؤمنة بان العراق لا يرضى بالضيم ولا يركع لأحد وإنني أرى والمس الإرباك والحيره ورد الفعل الأهوج من المحتلين وألا بما ذا تفسر مجزرة النسور انه التخبط والهلع وسوداد المصير لقد ملئتم الدنيا ضجيجا وجئتم لتدمير الأسلحة وتخليص البلد من صدام وأردفتم بأنكم تبغون إشاعة الديمقراطية والقضاء على الارهاب وبعد فشلكم الذريع جاءت الفرية الجديدة القديمة وهي تقسيم العراق جغرافيا وطائفيا وعرقيا وكان العراق ولا ية أمريكية يتحكمون بقدرها كما إن الاستخفاف الذي يخرج من الكونكرس الأمريكي يستحق الضحك والشفقة وأقول لأولئك لا تتركوا أثرا سيئا في العراق كما فعلها البريطانيون بافتعال قضايا عربستان الكويت الموصل منطقة الحياد ولا زال العراقيون يلعنون ذلك وان كنتم أيها الأمريكان قد حاربتم الاستعمار البريطاني قبل ثلاثمائة عام وطردتموه من بلادكم وتقدرون جورج واشنطن على فعلته الوطنية وقد لم شملكم باتحاد فدرالي فلماذا تبغون تشتيت بلدنا وتقسيمه بلد الحضارات الضاربة في القدم الذي عمقه ستة ألاف سنة وترسمون لنا خارطة جديدة حسب أهوائكم ورغباتكم نقول لكم هيهات ( ولولا المزعجات من الليالي لما ترك القطا طيب المنام ) والله إننا جغرافيا واحدة وألوان متعددة وجميلة وأعراق كثيرة يجمعنا الوطن وللأسف إن البعض منا قد أغرته الحيلة واستهوته الانفرادية وضعف التدبير وصفق لهذا الإعلان فليأذن لنفسه بحرب من الله وتتقاذفه جيوش الترك والفرس والعرب إذا ما فكر في القطيعة والقسمة وان كان من حقهم ذلك ولكن عليهم تحمل التبعات لأنهم بضعة ملايين يسهل قضمهم فحذاري من الحماقة فقد سلكها صدام فاين هو ؟؟

إننا بلد الأنبياء والرسل والايمة الأطهار والصالحين منبع الحضارة واصل البشرية فقد نزل ادم العراق وأبحرت سفينة نوح وخرج إبراهيم من هذع القيعان وحط ذي الكفل والعزير ويونس ودانيال وصالح وشعيب ويتوسد الكرار وأبناءه الحسين والعباس ارض الرافدين وثلة كبيرة من العترة المطهرة ويربض أبو حنيفة وابن حنبل وعبد القادر الكيلاني فهل نضحي بهذا الارث الحضاري والإسلامي لأهواء ومصالح ذاتية رخيصة وعنجهية فارغة ورعونة طائشة وتقدير خاطا .

يا أبناء الحضارات والقيم الرفيعة السامية اذا أردتم إخراج المحتل فما عليكم الا التكاتف من زاخو إلى البصرة ورفض الفرقة والشقاق وتغليب العام على الخاص والذوبان في العراق وتأجيل الخصومات والثوابت السياسية إلى اجل مسمى وإعلان العصيان المدني على المحتل والرفض الجماعي السلمي وخروج ثلاثين مليون عراقي الى الشارع في عصيان مدني سلمي منظم يسبقه تطهير روحي كبير وتحمل مسؤولية أمنية ودفاعية وعندها نطلب من الأمريكان المغادرة لا ننا لا نريدهم ونرفض وجودهم وجزاهم الله خيرا لتخليصنا من صدام ونمد لهم يد التعاون في جميع المجالات وان تطلب ذلك عقد المعاهدات الأمنية والاقتصادية والسياسية مشفوعة بموافقة جماهيرية وبرلمانية واذا كان الرفض من قبلهم ( فعلى الباغي تدور الدوائر ) وعندها نلجأ مضطرين لحمل السلاح وعندها لا تشكل الطائرة والدبابة الأمريكية شيئا أمام بسالة اسود الرافدين وكما فعلها بالامس اسود الرياضة والتفاتة بسيطة إلى الصوماليين نرى ذلك واضحا وان إرادة الشعوب لا تقهر يا أبناء الحضارات والقيم والطهارة ارفضوا القسمة والتقسيم والله انها لعنة ( لعنة الفراعنة ) انها عودة الى الماضي السحيق أيام دويلات الغساسنة والمناذرة احذروا المحذور الله يوفقكم اقتلوا الوليد الغير شرعي في مهده ولا تدعوه يظهر للوجود معافى أكثروا من الطعن والضرب ولا تجعلوه يتنفس الحياة لأنه إذا حل بينكم فأنها الطامة الكبرى .